الأربعاء، 3 مارس 2010

عن تاريخ الطب العربى

ليكن غذاؤك دواؤك ... وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه
( أبو قراط )
ازدادت اهتمامات الوسط الطبي والمهتمين بالصحة بأساليب الطب الشعبي والعودة إلي الطبيعة لمعالجة الكثير من الأمراض,
تعامل أجدادنا على مدى عصور كثيرة مع النباتات كمصدر طبيعي لعلاج الأمراض وذلك لخلوها من التأثيرات الجانبية على جسم الإنسان.
بالرجوع إلى علم الصيدلة نجد إن العديد من الأدوية مستخلصة من النباتات والأعشاب مع إضافات كيميائية, وللأسف نجد بعض الأدوية يتم سحبها من الأسواق بعد إن تثبت التجارب مضارها.
احدي المعوقات في استخدام الأعشاب في زمننا هذا عدم معرفة بعض أسماء الأعشاب التي تم وصفها في المؤلفات القديمة أو اختلاف اسمها من منطقة إلى أخري, وافتقار العديد من المتعاطين للطب الشعبي للعلم والخبرة.
في بعض البلدان مثل الصين والقارة الهندية يتم التداوي بالأعشاب بصفة كبيرة وهناك العديد من المتخصصين في علم الأعشاب يتوارثوه أب عن جد مما جعل له مكانة كبيرة في العلاج من الأمراض.

يعتبر التداوى بالاعشاب من الظواهر العريقة فى شبة الجزيرة العربية منذ قديم الزمان، وكان الاطباء العرب القدماء يؤمنون بانه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات، وقد تدرجت معرفة هذا النوع من التداوى من سلالة الى اخرى حتى كونت ما يسمى بالطب الشعبى فى العالم العربي.....

ولقد اشتهر العرب فى تطوير التداوى بالاعشاب خلال العصور الوسطى، وانتشرت أبحاث ومخطوطات مبنية على قواعد قوية إبان العصر الذهبى للطب الاسلامى، حيث انتشرت شهرة الاطباء العرب عبر العالم مع انتشار الاسلام، وبالاخص عن طريق الحجاج الذين يفدون الى مكة المكرمة والمدينة المنورة...
وتمتاز الاقطار العربية باتساع رقعتها واعتدال جوها، لذالك فهى تملك ثروة طبيعية واخرى اقتصاديةهائلة من الاعشاب الطبية والعطرية، استخدمها قدماء المصريين والعرب من قديم الزمان، ويشهد علىذالك ما دونه المصريين فى بردياتهم، والعرب فى مذكراتهم وموسوعاتهم عن النباتات الطبية، وكذالك ما تحويه اسواق العطارين من الاعشاب والثمار والبذور التى يستخدمها العامه فى علاج امراضهم،

وما يزال تجار العطارة يستخدمون موسوعة ابن سينا، وتذكرة داود ومؤلفات الرازى وابن البيطار،وغيرها من كتب العلماء العرب لعلاج المرضى..........
وقد وردت الكثير من الاحاديث الشريفة عن الاعشاب ومثال على ذالك قول النبي صلى الله عليه وسلم
( عليكم بأربع، فإن فيهن شفاء من كل داء الا السام( الموت) ، السنا والسنوت والثفاء والحبة السوداء)..

ويعتبر العرب اول من اسس مذاخر الادوية او الصيدليات فى بغداد، وهم اول من استخدم الكحول لاذابةالمواد الغير قابلة للذوبان فى الماء، واول من استخدم السنمكه والكافور وجوز القبىء والقرنفل وحبةالبركة فى التداوى، واول من اماطوا اللثام عن كثير من اسرار هذه الاعشاب الطبية، واصبحت حقائقفى العلوم والتكنولوجيا.........
ومنذ الاف السنين ومنذ ان وجد الانسان على هذة الارض وبدء الخليقة كان الانسان فى صراع قاس وقاس مع نفسه والطبيعة فبتلك الامكانيات
البسيطة المحدودة استطاع ان يقاوم الكوارث واخذ يستعمل عقلة الذى وهبه الله له
هذا الانسان البدائى فى طبيعة حياته استطاع ان يكيف مجرى الطبيعة على فترات اومراحل متتابعة
ومنذ ان خلق الله الانسان واوجد معه الاسباب التى تؤدى الى فنائه
كما اوجد ايضا اسباب بقائه يعنى ان الانسان قد خلقت معه الامراض
وتعددت وخلق معها اسبا ب علاجها كما جعل الطبيعة والاعشاب والنباتات التى لاغنى عنها فى تلك الفترة مصدرا للشفاء
وجدادنا لم يكونوا يعرفوا الطرق الصحيحة لعلاج الامراض والافات
والاوبئه التى كانت تحصدهم بين الحين والاخر دون ان يعرفوا اسباب اوعلاج لهذة الامراض فوقفوا عاجزين امام ارادة الزمن حتى سنوات عديدة وهم على هذا الحال ففكروا فى ايجاد وسيلة لتفادى الفناء الذى اصبح يداهمهم وهذا الوحش الذى ظل هاجسهم الوحيد حتى اخذوا يطوفون بمعابد الهتهم وارواح اجدادهم فترة من الزمن
وفى واقع الامر لم تكن البداية الفعلية للتداوى بالاعشاب محدودة ولكن
النقوش والحضارات واثارها القديمة كالمصرية واليونانية والبابلية والفارسية والرومانية وكذلك اطباء مهرة اخذوا فى الدراسة والتجريب
فى علاج مرضاهم بهذة الاعشاب
وخلال سنوات التطور والزمن الذى تراكمت فيه المعلومة فى الذهن البشرى انتقل الانسان الى زراعة هذة النباتات التى كما تقول بعض
الكتب ( تراكمت زراعتها فى بادى الامر على ضفاف النيل اثناء الحضارة المصرية وبين الرافدين دجلة والفرات خلال الحضارتين البابلية والكلدانية )
وبالرغم من ان العقاقير والمركبات الحديثة لها فاعلية عالية جدا فى
علاج الامراض الا انها قد تؤدى بحياة الانسان اذا لم يتناولها بالطرق الصحيحة المقننة
وفى الاونة الاخيرة انتشرت المعالجة بالاعشاب الطبية والتداوى بالنباتات وقد كثرت المحلات وكثر الباعة لهذا الغرض واصبحو يتفننون
فى علاج كثيؤ من الامراض
وهذا الامر لايعنى ان الاعشاب ليست خطرة فقد تسبب بعضها العواقب الوخيمة من جراء الاستخدام الخاطى فى التناول والتحضير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق