الاثنين، 15 مارس 2010

محاضرة الطب الاصيل بمقر اماسى البيضاء رقم22

الصيدلاني: اسرافيل الرعيدي يلقي محاضرته .

أقام منتدى أماسي البيضاء الثقافي يوم الاثنين الموافق: 1-3-2010م, أمسيته الثانية والعشرين , فكانت أمسية حافلة بالحضور وبالتعليقات. قدّم لهذه الأمسية الشاعر: عبد السلام الحجازي. وقد مرت الأمسية بمرحلتين،الأولى : تمثلت في تكريم أعضاء المنتدى لإثنين من المبدعين في مدينة البيضاء،الأول الأديب والقاصّ ( أحمد يوسف عقيلة ) بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التشجيعية . والثاني المُخرج المسرحي ( حمدي العوكلي) بمناسبة حصوله على جائزة أفضل بحث مسرحي عن مسرحية ( ضاربة الودع ) في مهرجان المسرح الجامعي الذي أقيم في بنغازي الشهر الماضي . وقد تولى تكريمهما الدكتور الأديب ( عبدالجواد عباس ) . أما المرحلة الثانية في الأمسية فقد خصصت لمحاضرة عن الطب البديل قدمها الصيدلاني ( إسرافيل الرّعيدي ). وحضرها عدد من الأطباء من مستشفى الثورة مما أعطى للأمسية نكهة بمذاق آخر فحضورهم كان يمثل الطب الحديث أو التقليدي مما جعل الدائرة تكتمل لدى حضور الأمسية .
بدأ الحجازي أولاً بسرد السيرة الذاتية للضيف الكريم،ثم بعد ذلك أفسح له المجال ليتحدث عن الطب البديل من حيث نشأته وأهميته وحيثياته ومحاذيره .. فاستهل الصيدلاني (إسرافيل الرعيدي ) محاضرته بالتنويه إلى أن الاسم الأصح لهذا الطبّ هو ( الطبّ الأصيل ) نسبة لأصالته أي عراقته الضاربة جذورها في عمق التاريخ،ثم بدأ بإلقاء محاضرته التي يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
- يقول أبو قراط : " ليكن غذاؤك دواؤك ... وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه ".
- ازدادت اهتمامات الوسط الطبي والمهتمين بالصحة بأساليب الطب الشعبي والعودة إلي الطبيعة لمعالجة الكثير من الأمراض.
- تعامل أجدادنا على مدى عصور كثيرة مع النباتات كمصدر طبيعي لعلاج الأمراض وذلك لخلوها من التأثيرات الجانبية على جسم الإنسان.
- بالرجوع إلى علم الصيدلة نجد أن العديد من الأدوية مستخلصة من النباتات والأعشاب مع إضافات كيميائية .
- احدي المعوقات في استخدام الأعشاب في زمننا هذا تتمثل في عدم معرفة بعض أسماء الأعشاب التي تم وصفها في المؤلفات القديمة أو اختلاف اسمها من منطقة إلى أخري،وافتقار العديد من المتعاطين للطب الشعبي للعلم والخبرة.
- في بعض البلدان مثل الصين والقارة الهندية يتم التداوي بالأعشاب بصفة كبيرة وهناك العديد من المتخصصين في علم الأعشاب يتوارثوه أب عن جد مما جعل له مكانة كبيرة في العلاج من الأمراض.
- لقد تدرجت معرفة هذا النوع من التداوي عند العرب من سلالة إلى أخرى حتى كوّنت ما يسمى بالطب الشعبي في العالم العربي.
- تمتاز الأقطار العربية باتساع رقعتها واعتدال جوها، لذالك فهي تملك ثروة طبيعية وأخرى اقتصادية هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية،استخدمها قدماء المصريين والعرب من قديم الزمان،ويشهد على ذلك ما دونه المصريين في أوراق البردي، والعرب في مذكراتهم وموسوعاتهم عن النباتات الطبية،وكذالك ما تحويه أسواق العطارين من الأعشاب والثمار والبذور التي يستخدمها العامة في علاج أمراضهم.
- وما يزال تجار العطارة يستخدمون موسوعة ابن سينا،وتذكرة داود ومؤلفات الرازي وابن البيطار،وغيرها من كتب العلماء العرب لعلاج المرضى .
- وقد وردت الكثير من الأحاديث الشريفة عن الأعشاب ومثال على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :"عليكم بأربع،فإن فيهن شفاء من كل داء إلا السام – الموت-، السنا والسنوت والثفاء والحبة السوداء".
- ويعتبر العرب أول من أسس مذاخر الأدوية أو الصيدليات في بغداد، وهم أول من استخدم الكحول لإذابة المواد غير القابلة للذوبان في الماء، وأول من استخدم السنمكه والكافور وجوز القبىء والقرنفل وحبة البركة في التداوي،وأول من أماط اللثام عن كثير من أسرار هذه الأعشاب الطبية، وأصبحت حقائق في العلوم والتكنولوجيا.
- وفى واقع الأمر لم تكن البداية الفعلية للتداوي بالأعشاب محددة،ولكن النقوش والحضارات وآثارها القديمة كالمصرية واليونانية والبابلية والفارسية والرومانية وكذلك أطباء مهرة أخذوا في الدراسة والتجريب في علاج مرضاهم بهذه الأعشاب
وخلال سنوات التطور والزمن الذي تراكمت فيه المعلومة في الذهن البشرى انتقل الإنسان إلى زراعة هذه النباتات التي كما تقول بعض الكتب:( تراكمت زراعتها في بادئ الأمر على ضفاف النيل أثناء الحضارة المصرية وبين الرافدين دجلة والفرات خلال الحضارتين البابلية والكلدانية ).
- وبالرغم من أن العقاقير والمركبات الحديثة لها فاعلية عالية جدا في علاج الأمراض إلا أنها قد تؤدى بحياة الإنسان إذا لم يتناولها بالطرق الصحيحة المقننة.
- في الآونة الأخيرة انتشرت المعالجة بالأعشاب الطبية و التداوي بالنباتات وقد كثرت المحلات وكثر الباعة لهذا الغرض وأصبحوا يتفننون في علاج كثير من الأمراض،وهذا الأمر لا يعنى أن الأعشاب ليست خطرة فقد تسبب بعضها العواقب الوخيمة من جراء الاستخدام الخاطئ في التناول والتحضير.
بعد أن فرغ الصيدلاني اسرافيل الرعيدي من إلقاء محاضرته،بدأت مداخلات الحضور فكانت على النحو التالي:
- ناجي الحربي : ضيفنا سليل أسرة لها علاقة وطيدة بالشعر والأدب أذكر منهم الشاعر الراحل جبريل الرعيدي والشاعر خالد الرعيدي والدكتور الأديب عبدالجواد عباس . – لضيفنا اهتمامات أخرى غير الطب فقد صدرت له عدة كتب في مجالات شتّى،من بينها كتاب عن الغناي الراحل عبدالكافي البرعصي،فهل للطب البديل علاقة بالتراث؟.
- د.طبيب:فتحي الجيّاش : أمسيتكم سعيدة – أشكر الذين فكروا في إقامة هذه الندوة لأنها جاءت في وقتها – الطب البديل جسم قائم لا أحد يُنكر وجوده وله فوائد كثيرة،وهو يسير إلى جانب الطب الحديث – لا أرى أن هناك حدّاً فاصلاً بين الطب البديل والحديث،ولكن من الضروري أن يمثل الطب البديل ذوو الاختصاص وليس العطارين – أنبه الناس إلى أن ( الكبد والكلى ) هما أهم عضوين في الجسد لأنهما يخلصانه من الكثير من السموم،كما أنهما أكثر الأعضاء حساسية،ولذلك فإن بعض الأدوية لا تصرف لأنها تضر هذين الجهازين،وكذلك هناك من الأعشاب ما يضر بهما فالحذر مهم جداً في هذا الجانب – لا بد أن تفكر الدولة بجديّة في تنظيم هذا العلم ( الطب البديل ) .
- د.طبيب:ناصر العبدي: جميل أن نتعاطى جانب علمي من ناحية أدبية – الناس في الهند والصين تعدادهم كثير ومعتقداتهم كثيرة كذلك،ولذلك فإنهم يلجأون إلى الأعشاب والمركبات للمعالجة – جهد الباحث جدير بالاحترام ولكن أتمنى أن يجري دراسة مقارنة بين الطبّين البديل (الأصيل )والتقليدي( الحديث).
- الشاعر : مفتاح ميلود : نحن سعداء بهذا التلاقح بين الثقافة والطبّ – أعجبني السرد التاريخي – الطبّ البديل أُطِّر وفق معايير ولذلك أتساءل هل الطب النبوي من بين هذه المعايير – لاحظت أن الناس يتعاملون بقدسية مع بعض الوصفات مثل حبة البركة وغيرها فهل هذا صحيح وإلى أ ي مدى .
د.جعفر الطائي : أشكر أسرة المنتدى،هذا دليل على أن المعرفة بدأت تؤسس جذورها – نحن بحاجة إلى مثل هذا النوع من الطبّ لأن أغلب سكان الوطن العربي هم من القرى والأرياف ويفضلون التداوي بالأعشاب على الوقوف في طوابير العيادة الصحية – هل فعلاً هذا النوع من الطب بديل عن الآخر التقليدي – هل هو دليل على عجز الطب التقليدي؟ – ربما سبب اتجاه الناس إلى هذا الطب القول السائد ( إذا لم تنفع فهي لا تضر )- هل هناك مواقع الكترونية عربية تهتم بهذا النوع من الطب؟.وهل هناك دراسات أجنبية أكدت نجاعته؟- ما هو الموقف الرسمي للدولة (نقابة الأطباء) من هذا الطب؟ – هل هناك حالات مرضيّة عجز عنها الطب التقليدي ونجح في علاجها الطب البديل ؟.
د.عبد الجواد عباس : الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول ما معناه : تداووا فإن لكل داء دواء – النباتات في منطقتنا غنية بالفوائد – أعتقد أن هناك أمراض تعسرت على الطب التقليدي وعجّل بشفائها الطب البديل .
- الشاعر والباحث : رمضان الصالحين : أولاً أحيي الباحث – مثلما يمرض الجسد تمرض النفس – أتساءل ألا يدلل اسم الطب البديل أو المكمل على نقصان أو قصور الطب التقليدي ؟- كان العرب قديماً يعالجون مرضاهم بالسحر- الشعوذة- وبالتجريب – الأعشاب – وبالعلم – التخصص – أنا أؤكد على عراقة هذا الطب – البديل – ونجاعته والدليل على ذلك أن مجتمع النجع لم يكن يعرف الطب الحديث وكان يتعالج من الأمراض والكسور والحروق وغيرها.
- إيهاب عز الدين : هو سؤال واحد , هل لهذا الطب سلبيات؟ وما هي؟.
- أ.محمد أبو سدرة : حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن السنا والسنوت وهما الكمون الحلو والشبت أجريت عليه دراسات علمية دقيقة وتحصل على 9 براءات اختراع تثبت فعالية تأثير هذين النوعين من النباتات . أنا سعيد بأن يقام مثل هذا المنتدى في مدينة البيضاء نحن محتاجون حقاً إلى مثل هذه الأجواء وهذا التواصل – أشد على أيديكم وأعدكم بالتواصل.
بعد أن انتهت مداخلات الحضور , بدأ الصيدلاني اسرافيل الرعيدي بالردود عليها , فجاءت ردوده كما يلي :
- في الحقيقة ليست هناك علاقة بين الطب البديل والشعر .
- لا اعتراض على ما قاله الدكتور فتحي الجياش هو يوافقني الرأي في عدم الفصل بين الطب البديل والحديث – مصطلح الطب النبوي لا يندرج تحت الطب البديل – بالنسبة لحبة البركة فهي صيدلية بحد ذاتها ولها عدة مسميات وشكلها مثل حبة العدس مصقولة ولماعة – أغلب زيوت حبة البركة الموجودة في السوق مغشوشة – مواقع النت لا تعتبر مصادر موثوق بها – لم يعجز الطب الحديث حسب علمي عن مرض ونجح في شفائه الطب البديل – الموقف الرسمي سلبي للأسف لا تمنح الدولة التراخيص للمختصين بهذا الطب – هناك أعشاب مفردة وأخرى مركبة حسب نوع المرض – لا تتجاوز تركيبة الأعشاب أكثر من أربعة أنواع وما زاد على ذلك فهو ضارّ – هناك وصفات في المحلات التجارية تزيد عن 12 تركيبة – في مجتمع النجع كان أغلب الغذاء مستمد من الطبيعة ولذلك فهو أكثر صحة للجسد – الطب البديل له سلبيات يتسبب فيها الأشخاص غير المختصين في إعداد الوصفات – أشكركم من كل قلبي أرجو أن أكون قد وفقت .

السيرة الذاتية

- اسرافيل أحمد الرّعيدى .
- مواليد 1972 بنغازي .
- دبلوم صيدلة عام 1991 بنغازي.
- عضو رابطة الأدباء والكتاب الأمانة العامة
- عضو الجمعية الأردنية للنباتات الطبية
- عضو مؤسس لجمعية أصدقاء البيئة
- كاتب بالصحف المحلية
- عضو نقابة الصيادلة
- متحصل على شهادة من مركز بيت الطبيعة للأعشاب الطبية في .
- الاستخدام الأمثل للنباتات الطبية ( الأردن)
- متحصل على شهادة دورة من المركز الدولي للطب الصيني ( القاهرة)
- باحث في التراث الشعبي
- كاتب بموقع السلفيوم (قسم الطب البديل)
- حضر العديد من المهرجانات الأدبية والطبية .
- معد ومقدم برامج للإذاعتين المرئية والمسموعة خلال 12 سنة , ومن هذه البرامج :الصيدلية الشعبية - الطب الأخضر - في طبيعتنا شفاء - دقائق لصحتك- الطب البديل
الطب الأخضر - الصحة للجميع - كنوز الطب البديل - الورقة الخضراء - دواؤنا في غذاءنا - العلاج بالأعشاب - الصحة في رمضان .
الكتب التي صدرت له
- نماذج من حياة البادية 1993
- مواعظ وعبر 1997
- جبريل الرعيدى في أشهر قصائده 1994
- قصائد الحرب والحنين والشكوى 2001 (تحقيق د/عبد الجواد عباس)
- الصيدلية الشعبية 1997
- الصيدلة في متناول الجميع 1999
- الطب البديل واستخدامه في إغراض التجميل 2004
- علاجك بالإعشاب بين صفحات الكتاب 2005
- في طبيعتنا شفاء 2008
- النباتات الطبية في الجبل الأخضر (مخطوطة)
- عبد الكافي البرعصى وحكايا الصوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق